هل قرأت هذا الخبر؟
هل أصبحت قراءة أدمغة البشر ممكنة؟
توصل العلماء، عبر استخدام تقنية التصوير الدماغي، إلى خريطة تبيّن كيفية توزيع الكلمات ومعانيها في مناطق مختلفة من الدماغ.ويقول عالم الأعصاب في جامعة كاليفورنيا-بيركلي، جاك غالانت، إن الهدف من الخريطة إظهار كيفية تمثيل جانب محدد من اللغة في الدماغ، خاصة دلالات أو معاني الكلمات.
وفي تفسير لذلك، فإن المناطق المكونة للدماغ تنشط عبر الكلمات المسموعة ومعانيها، ما يعطي أدلة للعلماء حول ارتباط فص معين من الدماغ بكلمات محددة، بالإضافة إلى معرفة أماكن توزيع الكلمات ومعانيها.
وتعرض الخريطة بألوان قوس قزح كيفية تجميع المفردات والمفاهيم التي يعبر عنها الشخص في كتل المادة البيضاء في الدماغ.
ولا تُحفظ الكلمات والمفاهيم في منطقة واحدة من الدماغ فقط، ولكن كل فص من الدماغ يضم عددا من الكلمات المرتبطة ببعضها. وأيضا كل كلمة تؤثر في مناطق مختلفة في الدماغ، وفقا للسياق الذي تأتي فيه الكلمات.
وبناء على ذلك، تشكل هذه المناطق المتفرقة معا شبكة لتفسير معاني كل الكلمات المستخدمة.
فك شيفرة المعلومات
وتوضح الخريطة كيف يمكن لهذه التقنية الحديثة تدعيم المعرفة حول أداء الدماغ لبعض المهام. ومع المزيد من التقدم، يمكن أن تؤثر التكنولوجيا بشكل عميق على الطب وغيره من المجالات.
ويقول المعد الأول للدراسة ألكسندر هوث إن من الممكن لهذه التقنية أن تُستخدم في فك شيفرة المعلومات حول الكلمات التي يسمعها الشخص أو يقرأها أو حتى يفكر بها.
وإحدى أوجه القوة في هذه التقنية، تكمن في احتمال الاستفادة منها في فك الشيفرة التي تدور في أدمغة مرضى العصبية الحركية غير القادرين على النطق، وبالتالي الإتاحة لهؤلاء إمكانية الحديث عبر جهاز الحاسوب.
ولإنشاء الخريطة الملونة، سجّل العلماء نشاط أدمغة الأشخاص حين كانوا يستمعون إلى قصص عبر إذاعة أميركية، وقارنوا بعد ذلك نصوص القصص مع بيانات نشاط الدماغ عند هؤلاء الأشخاص، وذلك لإظهار كيف تحدث مجموعة من الكلمات ذات الصلة ردودا عصبية على امتداد مناطق القشرة الدماغية في 50 ألف إلى 80 ألف بقعة بحجم حبة البازلاء.
من جانب آخر، أشاد عالم الأعصاب في جامعة برينستون يوري هاسون بالعمل.
من جانب آخر، أشاد عالم الأعصاب في جامعة برينستون يوري هاسون بالعمل.
وقال إن على عكس العديد من الدراسات التي بحثت في نشاط الدماغ عند سماع كلمة أو جملة بشكل معزول، سلط فريق غالانت الضوء على كيفية عمل الدماغ ضمن سيناريو في العالم الحقيقي.
ويعتقد هاسون في نهاية المطاف أنه سيكون من الممكن إعادة بناء ما يفكر به شخص ما عبر مراقبة نشاطه الدماغي، ما يضع مسألة الأخلاقيات على المحك.
ــــــــــــــــــــــ
المصادر:
1. "الغادريان" (بتصرف)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق