قصيدة جديدة للشاعر اليمني البديع: يحيى الحمادي
أَسَرَّت إِلى أُختِها أَنَّهُ
أَشَارَ إِليها بِمَنشُورِهِ
.
كِتاباتُهُ قُوتُ جُمهُورِهِ
.
ولا يَكتُبُ الشِّعرَ.. لكنني
أَرى الشِّعرَ ظِلًّا لِمَنثُورِهِ
.
لهُ صَفحةٌ أَصبَحَت مَرتَعًا
لِقَلبي, ونُورًا لِدَيجُورِهِ
.
وما ضِقتُ يَومًا بِحُبّي لهُ
مَتى ضَاقَ غُصنٌ بِعُصفُورِهِ!
.
فَفِي حائِطِي اْحمَرَّ إِعجابُهُ
وماسِنجَرِي اْبيَضَّ مِن نُورِهِ
.
وضَمَّت إِلى الصَّدرِ جَوَّالَها
كَمُستَثقِلِ الذَّنبِ مَعذُورِهِ
.
وزَادَت: ولكنَّهُ عاطِلٌ
عَن الشُّغلِ, طاوٍ كَتَنُّورِهِ
.
لَقَد قُلتُ هذي يَدِي, إِنَّما
يَدُ الحالِ لَيست بِمَقدُورِهِ
.
إِلى مَن ومِمَّن سَأَشكُو إِذا
بَكَى آسِرِي حَالَ مَأسُورِهِ؟!
.
أَبي شاغِلٌ نَفسَهُ, لم يَزَل
يَرَى كُلَّ شَيءٍ بِمَنظُورِهِ
.
وأُمِّي.. وما رَأيُهُ عِندَها
سِوى حَرفِ جَرٍّ لِمَجرُورِهِ
.
يَقُولانِ لَمَّا أَزَل طفلةً
وقَلبي يَرَى الحَقَّ مِن زُورِهِ
.
وإِني نَصِيبُ الغَريبِ الذي
غَدًا يُفصِحُ الغَيبُ عَن دُورِهِ
.
وإِن قُلتُ أَهواهُ.. مالَا على
بَرِيدِي, وعاثَا بِمَستُورِهِ
.
وقَالَا: ولِلبَيتِ دُستُورُهُ
فلا تُبحِرِي عَكسَ دُستُورِهِ
.
وهل جِئتُ بالحُبِّ جُرمًا؟! وهَل
تَأَلَّمتُ إِلَّا لِمَحظُورِهِ؟!
.
.
.
لَقَد ضَاقَ صَدرِي بِأَهلِي, وبي
كَما ضَاقَ رُكنٌ بِدِيكُورِهِ
.
وما زَالَ لِلكَبْتِ خَلفِي فَمٌ,
متى يُنفَخُ الحُبُّ مِن صُورِهِ!
.
ولاحَت على أُختِها, مِثلَما
يُرَى الجُرحُ في كَفِّ "دُكتُورِهِ"
.
وقالت: سَأَهواهُ مُنقَادَةً
بِمَيسُورِهِ أَو بِمَعسُورِهِ
.
إِذا أُغلِقَ البابُ في وَجهِهِ
غَدًا يَدخُلُ البَيتَ مِن سُورِهِ
.
وإِن حالَ ما بَيننا حائِلٌ
فَسَبُّورَتِي رَهنُ طُبشُورِهِ
.
.
.
3-8-2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق