استقالة مسببة
الشاعر : وائل محمد الطشي
.......................................
ما تركت السرور إلا لأني
قد رأيت المرار قد صار مني
وربيع الشباب قد غاب عني
وطريق الحياة عمر قصير
وقطار الزمان عاف التأني
إن نويت السرور جاءت تباعا
نائبات الزمان تقضي بحزني
أو نويت المسير في أمنياتي
عاقني اليأس عن بلوغ التمني
قد رماني الأسى بسهم كئيب
ليته عندما رمى لم يصبني
ــــــــــــــــــــــ
الشاعر : وائل محمد الطشي
من ديوان : بقايا الشوق
يبدو الشاعر مأزوما في هذه الأبيات التي تسيطر عليها نزعة تشاؤمية مؤطرة بسياج حزين جاءت لبناته مشحونة بكل الهموم والأحزان : المرار ، السقام ، غاب عني ، عمر قصير ، نائبات الزمان ، حزني ، عاقني اليأس ، رماني الأسى ، سهم كئيب ، وهو سياج لا يمنعه أو يخفف من حدته ذلك التمني المستحيل الحدوث في المصراع الأخير ، ورغم هذا الحزن ، فإن الشاعر قد بدا وكأنه لا يريد التوقف قليلا مثل قطار الزمان السريع الذي يعاف التأني ؛ ولذلك جاءت إيقاعاته من بحر الخفيف سريعة متدفقة متلاحقة ، وفيها شيء من الجلجلة التي تناسب الآهة المكتومة خلف سياج الحزن والتشاؤم ، وإن كنت آخذ عليه تلك الهنة النحوية في نهاية صدر البيت الثاني : حيث كلمة ثاوٍ ، وهي هنا لابد أن تكون منصوبةً : ثاويًا ؛ لأنه اسم منقوص وقع خبرًا للناسخ صار ، ويبدو أنه رجح الجانب الإيقاعي على الجانب النحوي ، وإن جاز للشعراء ، بيد أن الضرورة الشعرية لها حدودها
ردحذف