الخميس، 16 يونيو 2016

متلازمة الرجل الموهوب .. ذكاء أم مرض؟!

متلازمة الرجل الموهوب .. ذكاء أم مرض؟!

   متلازمة طبية غريبة جداً وحتى الآن مازال العلماء والأطباء يجدون صعوبة كبيرة في فهمها وتفسيرها، فيما يلي بعض المعلومات والحقائق عنها…
   
   متلازمة الموهوب أو متلازمة العبقري والبعض يسميها متلازمة النطاسي(بالإنجليزية: Savant syndrome).هي حالة نادرة تصيب الأشخاص ذوي الاعاقات العقلية ، حيث يكون لديهم خلل نمائي عصبي، وخصوصاً اضطرابات طيف التوحد، أو اصابة في الدماغ.  متلازمة الموهبة تتوفر لدى شخص ذو اضطراب نفسي لديه القدرة على العمل وإظهار ذكائه في مجال معين ، وسبب ذلك يعود إلى أن بعضهم قد تعرض لمشاكل في الدماغ ويتبعه ظهور أعراض كالتوحد ، وبالرغم من هذه التسمية كمتلازمة فإنه لا يعد مرض نفسي ولا يرتبط بأي مرض نفسي إطلاقاً .وتظهر مهارات المرضى في مجالات عدة مثل الموسيقى الرسم الرياضياتوغيرها من تقنيات الكمبيوتر .

أمثلة عن متلازمة الرجل الموهوب المكتسبة

   أصيب طفل يبلغ من العمر 10 سنوات بارتجاج دماغ بعد تعرضه لرضّ شديد بكرة البيسبول على رأسه ولكنَّ المثير للدهشة أنَّ هذا الطفل تطوّرت لديه العديد من المهارات والقدرات العقلية المُذهلة بعد هذا الرضّ فأصبح يمتلك قدرات حسابية فائقة وقدرة على تذكّر كل يوم من حياته بأدقّ تفاصيله!

   امرأةٌ مُسنّة أخرى أصبحت بارعة جدًا في الرسم فجأةً بعد إصابتها بأحد أنواع العته الدماغي dementia، ومريض آخر امتلك موهبة فنيّة أخرى وهي الموسيقا بعد إصابته بنفس المرض، عامل بناء عمره 56 سنة ولم يكن لديه أي نشاط فنّي معروف من قبل أصبح شاعراً وكاتباً مُبدعاً بعد إصابته بسكتة دماغية stroke.

   طفل عمره 8 سنوات كان يعاني من نوبات صرع متكررة ومُعنّدة على العلاج ولشفائه أُجري له عمل جراحي تمثّل باستئصال كامل نصف الكرة المخيّة الأيسر والمُدهش أنّه وبعد العمل الجراحي بفترة قصيرة أصبح آلة حاسبة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى!!!

   هذه الأمثلة السابقة وغيرها هي نموذج لما يُعرف طبيّاً بـ متلازمة الرجل الموهوب المكتسبة acquired savant syndrome.
أنواع هذه المتلازمة الطبيّة الغريبة

   يقسم الباحثون هذه المتلازمة إلى قسمين: الخلقية أو الولادية congenital والمكتسبة acquired، حتى عام 1996 كانت أغلب الحالات المعروفة من هذه المتلازمة ولادي ووجدت عند أشخاص وُلدوا مع أمراض عصبية ونفسية ومن أهمّها التوحّد autism وما يشابهه من أمراض وبدأت قدراتهم الإبداعية بالظهور بين سن 3 – 4 سنوات.

   هذا يختلف اختلافاً جذرياً عن النوع المكتسب من المتلازمة والذي قد يظهر في أيّ عمر بعد التعرّض لرضّ على الرأس أو أي مرض دماغي أخر والجدير بالذكر أنّ متلازمة الرجل الموهوب المكتسبة نادرة جداً فكلّ الحالات المذكورة في التاريخ الطبي تتراوح بين 15 – 25 حالة فقط في حين أنَّ المتلازمة الخلقية أشيع قليلاً.
رأي العلم بهذه الظاهرة

   حتى الآن لا يوجد تفسير دقيق وواضح لحدوث هذه الظاهرة الدماغية الغريبة ومازال الباحثون يحاولون الإجابة عن العديد من الأسئلة التي تدور حولها، ففي حين يُفسّر البعض حدوث هذه المتلازمة بأنَّ الرض أو المرض العضوي يُحرّض تغيّرات بنيويّة في الدماغ ويؤدي لزيادة دفق الدم والأكسجين لأجزاء مُحدّدة من الدماغ مما يؤدي لفعالية فيزيائية ونشاط عصبي كبير في هذه الأجزاء الدماغية الأمر الذي يؤدي لتطوّر قدرات ومواهب خاصّة لدى المصابين، ويعزو آخرون هذه الظاهرة لإعادة تنظيم كهربائي في المادة الدماغية والمشابك العصبية في الجهاز العصبي المركزي CNS بعد الرضوض والأمراض مما يسمح بظهور تغيرات عقلية وفكريّة جديدة.

أسئلة تحتاج للإجابة

   ومن الأسئلة التي مازالت معلّقة وتحتاج لمزيد من الدراسات والأبحاث للإجابة عنها:

   هل حدوث متلازمة الرجل الموهوب المكتسبة محصور بنوع معيّن من البشر لديهم خصائص بنيويّة وعضويّة مميّزة في أدمغتهم؟ أمّ أنَّ حدوثها ممكن عند جميع البشر بشرط وقوعهم تحت نفس الظروف والتأثيرات التي صادفت المصابين بها؟

   هل يمكن تحريض هذه المتلازمة بشكل إرادي ومدروس؟ وبالتالي إمكانية التحكم بإطلاق مواهب وقدرات فكريّة مذهلة عند الإنسان؟

   ربما ستحمل السنوات القادمة إجابات منطقيّة عن هذه الأسئلة وأمثالها وبالتالي نكون قد خطونا خطوة إضافية نحو فهم الدماغ البشري وهو العضو الأكثر تعقيداً وغموضاً في هذا العالم!!!



*عن أراجيك وإضافات أخرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق